تقرير ماريا خيامي:
رغم الواقع الصعب الذي يعيشه لبنان في ظل الأزمات المتلاحقة والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، استطاعت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” أن تواصل عملها بثبات وحققت استمرارية استثنائية في القطاع الزراعي.
وكشف عضو لجنة الإدارة والمدير التجاري المهندس جورج حبيقة، عن أن “الريجي سجلت زيادة ملحوظة في مبيعاتها بنسبة 7%، بينما ارتفعت إيراداتها بنسبة 14%، وهو ما يعكس صلابتها وقدرتها على التكيف مع الظروف الاستثنائية”.
وأضاف: “في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي مر بها لبنان في العام 2024، كانت “الريجي” من المؤسسات القليلة التي استمرت في أداء دورها الحيوي، منذ بداية الحرب، لم تتوقف المؤسسة عن العمل، بل استمرت عمليات الإنتاج بشكل طبيعي، حيث كان المصنع يعمل 16 ساعة يوميًا وأحيانًا 24 ساعة، ورغم الاقتراب المتزايد للعمليات العسكرية من بيروت، وظهور القذائف في محيط الإدارة، لم يتوقف الإنتاج، بل استمر بفضل تفاني موظفيها.”
حتى عندما تعرض المبنى لأضرار، كانت الإدارة حريصة على ضمان استمرارية العمل، وقدمت الدعم اللازم للعمال، ووفّرت أماكن إقامة واحتياجات أساسية للموظفين النازحين إلى بيروت، ما ساعد على الحفاظ على استقرار العمل، وفقًا لحبيقة.
كما كشف عن تنظيم حملة “إنتو السند” لمساعدة المتضررين من الحرب، حيث قام الموظفون بجمع التبرعات العينية والمادية لصالح أكثر من 1360 عائلة، ويؤكد حبيقة أن “المبادرات الإنسانية التي أطلقها فريق الطوارئ في المؤسسة كانت بارزة، وتم جمع التبرعات وتقديم المساعدات على نطاق واسع، فضلًا عن ذلك، قامت “الريجي” بتقديم مساعدات مالية وطبية لأكثر من 800 عائلة من الموظفين النازحين، وهو ما ساهم في تعزيز روح التضامن بين أفراد المؤسسة.”
ويضيف حبيقة: “تسعى “الريجي” إلى تعزيز دورها في دعم المزارعين، وهو ما يتجسد في خططها المستمرة لدعم قطاع الزراعة في لبنان، حيث تم تبكير موعد شراء المحاصيل وتوفير مساعدات مالية وعينية للمزارعين في المناطق الحدودية، كما تتطلع المؤسسة إلى توسيع برامج الدعم والمساعدة في موسم 2025، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.”
أما مدير الزراعة والمشتريات المهندس جعفر الحسيني، فأوضح أنه “منذ موسم 2023، وضعت “الريجي” خطة طوارئ استباقية للتعامل مع التحديات الأمنية واللوجستية التي قد تواجه المزارعين، فتم البدء في شراء المحاصيل مبكرًا، حيث كان تاريخ البداية في موسم 2023 قبل 20 يومًا من الموعد المعتاد.”
كما كشف عن أن “الريجي” قامت باستئجار مراكز استلام جديدة آمنة بالقرب من القرى المعرضة للأعمال الحربية، مما ضمن سلامة المزارعين، الموظفين، ومتعهدي النقل، وهذا الدعم تضمن أيضًا تسريع عملية شراء المحاصيل والعمل خلال أيام العطل، مع دفع ثمن المحاصيل عبر مراكز تحويل الأموال خلال أسبوع من التسليم، وبالدولار.
وأوضح أنه “في موسم 2024، استمرت “الريجي” في تبني سياسات مماثلة، حيث تم بدء شراء المحاصيل قبل موعده المعتاد بنحو شهر ونصف، كما تم دعم المزارعين بشكل إضافي عبر منح مساعدات مالية لكل كيلوغرام يتم تسليمه من مزارعي القرى الحدودية، فضلاً عن توفير مساعدات أخرى. في الوقت نفسه، وبعد بدء الحرب، قامت “الريجي” بفتح مركز لاستلام المحاصيل في منطقة الحدث، حيث تم شراء ربع المحصول هناك بالتنسيق مع الجيش اللبناني لضمان الأمان.”
بالرغم من الظروف غير المستقرة التي تحيط بموسم 2025، أكد الحسيني أن “الريجي ستستمر في دعم زراعة التبغ، وهو محصول تاريخي يعتبر جزءًا أساسيًا من اقتصاد لبنان الريفي، كما ستوسع برامجها لدعم المزارعين، مع استمرار تقديم المساعدات المالية لتعويض خسائرهم وضمان استمراريتهم في هذا القطاع.”
وفي السياق، أوضح أن الريجي تسعى إلى تقديم برامج توجيهية تحفيزية للمزارعين وتشجيعهم على العودة إلى أراضيهم فور استقرار الأوضاع الأمنية، إلى جانب التنسيق مع الجهات الحكومية لتحفيز السياسات التي تدعم استدامة الزراعة، والعمل على تحسين البنية التحتية الزراعية.
في الختام، على الرغم من جميع التحديات، يتوجب على الريجي مواصلة جهودها لتأمين حياة أفضل لموظفيها ومزارعيها، وتقديم كل ما يلزم من دعم مالي ولوجستي لضمان استمرار العمل والنجاح في المستقبل، فليس فقط القطاع الزراعي الذي يعتمد على الريجي، بل أيضًا آلاف الأسر التي تجد في استمرارية العمل الأمل الوحيد لمستقبلها.