لبنان للعرب: “تفهّمونا”!

لبنان للعرب: “تفهّمونا”!
لبنان للعرب: “تفهّمونا”!

كلّما استقبل لبنان الرسمي وفدا عربيا او شارك في مناسبة “عربيّة الطابَع”، اغتنم الفرصة لتوجيه رسائل “حسن نية” الى الحضور، مطالبا أشقاء بيروت بالوقوف الى جانبها وعدم التخلّي عنها.

الاربعاء، افتتح وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري (157)، بصفته رئيسا للدورة الحالية. وقال في المناسبة: نحن في لبنان نجحنا في الحفاظ على وحدة بلدنا، رغم عظيم التحديات والصعوبات، ومصرون على حماية تماسك مجتمعنا وحفظ تنوعه. وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون تعزيز مناخ الحريات فيه. ففي بلادي حيويات وديناميات اجتماعية في حراك مستمر وشعب حي مصمم على أفضل مستويات العيش وعلى ترك بصمته في مختلف مجالات الانتاج والابداع. لذلك، ايها الأخوة الزملاء، أدعوكم بكل صدق ومحبة إلى تفهم جوهر التجربة اللبنانية ورسالتها، والنظر الى ما قد يعتريها، كما تنظرون الى ما يعتري تجارب البلدان الأخرى. فجميعنا نواجه تحديات في مسيرتنا لتحقيق التنمية والرفاه والاستقرار لدولنا وشعوبنا والتماسك لمجتمعاتنا. وأردف “اليوم، ورغم ما نحن فيه من انهيار شبه كامل للأوضاع الاقتصادية والمالية، وما نواجهه من تحديات للدور والموقع، لا نزال مصممين على النهوض مجددا والمضي قدما على طريق تحقيق رسالتنا وامتشاق الدور الذي يليق بتضحياتنا واسهاماتنا. وما نرجوه من الأشقاء العرب، في هذا السياق هو، في العمق، مساندة لبنان في عروبته ووحدته وحفظ رسالته وتجربته، لأن دعمهم ضروري لصون فرادته”.

الخطاب الايجابي تجاه العرب، جيد ومطلوب بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، سيما في ظل استمرار حزب الله في رفع نبرته في وجه القيادات الخليجية والعربية، موجّها اليها ابشع التهم وملصقا بها ابشع الصفات، من الخيانة الى العمالة… غير ان الكلام الرسمي “الجميل” بعيدٌ من تحقيق الهدف الذي يتوخّاه لبنان، ألا وهو تطبيع العلاقات من جديد مع محيطه. ذلك ان مواقفَ مسؤولين “ملتبسة” او “رمادية” وتقف على منزلة وسط بين العرب والحزب، من جهة، فيما الشروط التي حدّدها العرب والخليجيون، للوصول الى اعادة مد الجسور بين الجانبين، وتفعليها سياسيا وماليا واستثماريا وسياحيا، باتت واضحة، من جهة ثانية:

فهي لا تشمل فقط اصلاحات من الصّنف الاقتصادي- لم تبدأ بها الحكومة حتى الساعة، لا كهربائيا ولا ماليا ولا “موازنتيا”(…) – بل تلحظ ايضا وفي شكل اساسي، اصلاحاتٍ من النوع الـ”سيادي”، اي ان المطلوب ان يتصدّى لبنان الرسمي لحزب الله الذي، والى تخوينه العرب، يرسل اليهم المقاتلين والصواريخ والخبراء العسكريين، للمشاركة في دعم الاطراف المنقلبة على الانظمة في هذه البلدان.

لكن اين بيروت من هذه المطالب؟ نرى وزيرَ الخارجية مثلا، “يبرّر” إن في صورة غير مباشرة، الحملاتِ التي يقوم بها “الحزب”، وذلك بحجّة “حماية حرية التعبير” في لبنان، وهو الموقف الذي يعتمده ايضا رئيس الجمهورية ميشال عون، فيما يدعو رئيس الحكومة “الاشقاء الى عدم تحميل لبنان ما لا طاقة له على حمله”، بينما يقول وزير التربية عباس الحلبي ان “على العرب ان يتفهموا الصيغة اللبنانية”. هذه المواقف التي سُجلت في الايام القليلة الماضية، تعني، وفق المصادر، ان السلطة في لبنان، لم تعد مقصّرة في تلبية المطالب العربية فحسب، بل انتقلت الى مرحلة مُطالبة العرب ببعض الليونة والتنازلات! وهذا يعني استطرادا ان الاجواء الرمادية الملبدة، ستبقى سيّدة المناخات بين لبنان وجيرانه، الى ان يتبدّل جذريا السلوكُ الرسمي تجاه الحزب.. فهل تأتي الانتخابات بهذا التغيير؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى جريحان للجيش في حادث سير على اوتوستراد انفه