لبنان يستذكر من قلب “جحيم” الانهيار “الحرب الجهنمية”

لبنان يستذكر من قلب “جحيم” الانهيار “الحرب الجهنمية”
لبنان يستذكر من قلب “جحيم” الانهيار “الحرب الجهنمية”

كتب وسام أبو حرفوش وليندا عازار في “الراي” الكويتية: 

لم يعتقد اللبنانيون حين خَلَعَ بلدُهم «المرقّطَ» العام 1990 أنه سيحلّ عليهم زمنٌ – جحيمٌ يكون في بعض جوانبه أسوأ مما عاشوه أيام الحرب الجهنّمية التي اندلعت في 13 نيسان 1975 ومزّقت الوطن الصغير الذي مازال حتى اليوم يتلمّس طريقه نحو… سلام دائم.

أمس حلّت الذكرى 47 للحرب الأهلية، فيما اللبنانيون يتلقّون التشظيات الموجعة لانهيارٍ «متوحّش» ينهش منذ نحو عامين معيشتهم وألْحَقَهم بـ «تعساء الأرض وبؤسائها» بعدما تحوّلوا «وقوداً» في صراعاتٍ اقتيد إليها بلدهم الذي يعيش منذ 2005 «حروباً»، بعضها دارت على أرضه وبـ «جرعاتٍ» راوحتْ بين الاغتيالات والـ «ميني اقتتال أهلي»، وبعضها الآخر يدور على «أرض آخَرين» وتورّط بها فريق لبناني رَبَط البلاد بمشروع إقليمي سرعان ما تحوّل «حزاماً ناسفاً» انفجر بواقعٍ مالي كانت «شرايينه» مصابةً بانسدادٍ بفعل سياساتٍ وفسادٍ وسوء إدارة وسلسلة أزماتٍ تكاتفتْ لتشكّل… «العاصفة الكاملة».

وفيما كانت الطبقة السياسية، وغالبيتها «تقاتلتْ» مع بعضها البعض في حرب 1975 ومحطاتها المختلفة (انطلقت على متن «بوسطة عين الرمانة») وحاولت أن تُشكّل قاطرةً للسلم بعدها، تستذكر 13 نيسان بتغريداتٍ عن «الذكرى العِبرة» وتحذيرات أو تقاذف اتهامات بالسعي لأن «تِنعاد»، فإن توقيتَ سكْب مياه باردة على أزمة لبنان مع دول الخليج العربي بعد قرار السعودية والكويت بإعادة سفيريْهما شكّل «قطرةَ ضوء» في النفق المظلم وأحيا بعضاً من الآمال بإمكان عكْس المسار الذي اقتربت معه «التايتانيك» اللبنانية من الارتطام المميت.

ورغم عودة السفيرين السعودي وليد بخاري والكويتي عبدالعال القناعي إلى بيروت، فإن أيّ مؤشراتٍ لم تبرز بعد إلى أن الخليج العربي في وارد تعويم واقعٍ لبناني لم يتبلور بعد مساران رئيسيان في تحديد الوُجهة التي سيسلكها مالياً وسياسياً، وهما: الإصلاحات التقنية الشرْطية لتوقيع اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي والتي يصعب تَصَوُّر أن تُنجز قبل انتخابات 15 أيار المقبل. ونتائج الاستحقاق النيابي بوصْفه مؤشراً أولاً إلى خيارات اللبنانيين السياسية وثانياً إلى إمكان تصويب التموْضع الاقليمي لـ «بلاد الأرز»، وكلاهما يدخلان في الاعتبار لتحديد كيفية التعاطي مع الملف اللبناني المربوط أصلاً وبـ «الأوعية المتصلة» بأزمات المنطقة وتحولاتها المنتظرة.

وفي حين كان السفير الكويتي يُعلن بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس «ان عودة العلاقات الديبلوماسية والسفراء هي مؤشر لنجاح المبادرة الكويتية، وإلى أن الطرفين في لبنان الشقيق وفي الخليج توصلا لاتفاق مشترك بأن التاريخ والمصير اللذين يجمعهما أبْدى وأعلى وأهمّ من كل شيء، وإن شاء الله يكون ما حدث غيمة عابرة، وستؤدي عودة السفراء لمزيد من التقارب والتعاون»، بلْور السفير السعودي «الحدودَ الإنسانية» لهذه العودة، أقله في المرحلة الراهنة.

فالسفير بخاري، الذي زار رئيس الجمهورية ميشال عون مفتتحاً جولة رسمية على كبار المسؤولين، أكد «دعم المملكة للشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها»، واضعاً عون «في آلية عمل الصندوق السعودي-الفرنسي المشترك المخصص للدعم الانساني وتحقيق الاستقرار والتنمية في لبنان».

وبحسب المكتب الإعلامي للقصر اللبناني، فإن «السفير السعودي قدّم للرئيس عون التهاني لمناسبة حلول عيد الفصح المجيد وتم عرض العلاقات اللبنانية-السعودية وضرورة تطويرها وتفعيلها في المجالات كافة».

وفي حين تَسَلَّمَ عون أيضاً أوراق اعتماد سفير قطر الجديد ابراهيم بن عبدالعزيز محمد صالح السهلاوي، لم تحجب هذه العناوين الأنظارَ عن العنوان المالي في شقه «الموصول» بالاتفاق المبدئي مع صندوق النقد والذي سيكون نصه اليوم على طاولة مجلس الوزراء، إلى جانب مشروع القانون الخاص بتعديل السرية المصرفية، و«شرعنة» تمويل القمح المدعوم.

ولم يكن عابراً أن اللجان المشتركة النيابية لم تقرّ أمس مشروع قانون الكابيتال كونترول (وهو من شروط صندوق النقد) وأرجأت استكمال مناقشته للأسبوع المقبل وسط حديث عن تعديلات مطلوبة عليه، بما اعتُبر مؤشراً إلى أن طريقه مازالت شائكة وقد يتم ترحيله لِما بعد الانتخابات… بحال «صمد» موعد الأخيرة.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى جريحان للجيش في حادث سير على اوتوستراد انفه